أدب الرعب والعام

فضول

رعى الله من قرأ، وأثاب من علق،
وأحسن إلى من نشر ودقق .
وسلم من سلم الناس لسانه، ويده،
وغفر لمن سمى، واستسمى، وعلى النبي صلى .

أشعر بخمول
فراغ هذه العطلة؟
يجب أن أمشي،
فالمشي رياضة، وصحة.
لكن إلى أين الوجهة؟ .

لماذا أجافي الحدائق، والنوادي، والمننتزهات؟
هل فعلا انا انطوائي،
كما يصل الى مسامعي،
من همس أقراني،
من طلاب، وطالبات؟.

أليست الجامعة أفضل من الثانوية! وأراح!
كيف لي أن اتكيف مع هذا الانفتاح؟.

سأدخل هذه الحديقة،
لأرى أين تكمن الحقيقة.

يا للجمال، وراحة البال،
كم هي واسعة،
والممرات متشعبة.
لابد ان اطوف في كل الأنحاء ،
كي أحس بالرضى .

أشعر بالإزدراء،
أمشي بمفردي،
ليس لي أصدقاء! .

هاهي الحديقة، تعج بالطلاب، والطالبات،
يتبادلون، الأحاديث،
والضحك، في مجموعات .

أقل ما يكون، طالب وطالبة،
يتخللان ثنايا الحديقة،
كِلاهم يفرك الورد بيده،

هل يخططان للمستقبل المنحوس؟
أم يستذكران الدروس! .

إقرأ أيضا : قصة حب

هذا بوفيه؛
أخذت كوب عصيري،
حملته في يدي،
درت باحثا عن كرسي،

رأيت فتاة لفتت انتباهي،

إذاً لست أنا الوحيد انطوائي،
هناك من هم على شاكلتي .

فها هي بمفردها،
تقعد على أحد الطاولات،
لكن؛
ربما تنتظر صديق آت .

يالها من نقلة،
نقلتني أقدامي،
ها أنا قد عثرت،
على فتاة احلامي،
لكن؛
عليٌ أن أكون أكثر تأني .

ففتاة بهذا الجمال،
ليس لها صديق،
هذا هو المحال .

تنحنحت، فلم ترمش،
تقدمت،
وضعت الكوب،
على الطاولة، أمامها،
ويدي ترتعش .

ثم عدت شباك البوفيه،
فأحضرت كوب آخر،
جلست عل نفس الطاولة .

فقالت:

ارفع ما وضعته أمامي،
أحضر لي كوب شاي.
قالت ذلك باقتضاب،
ولم تغادر عينيها الكتاب.

لبيت الطلب.
فقالت: أين الساندويش؟
عدت فأحضرته،
وجوار الشاي وضعته .

ثم جلست تغمرني السعادة،
فها قد بدأت خيوط الصداقة .

شرعت برشف كوبي،
ثم فتحت ملزمتي،
كنت أرمقها بطرفي،

يا إلهي! إنها لم تشعر بوجودي، البتة،
هاهي في القراءة منهمكة.

أتممت شرب عصيري،
بينما هي تقلب الصفحات،
دون أدنى التفات .

استقمت .
فسقط جوالي من يدي،
فأغلقت هي الكتاب،
ونظرت إلي نظرة استغراب،
فقالت :
ماذا تنتظر؟
عليك الذهاب،
سوف آتي وأسدد الحساب.

إقرأ أيضا : تلك الأيام

وقفت مذهول،
لم أدر ماذا أقول؟
شعرت ان ما قمت به،
كان محض فضول .

انصرفت بلطف وخفة،
دون أن اتفوه بكلمة.

عدت إلى البيت.
مبتهج، مرح،
على غير العادة،
تجتاحني نشوة السعادة .

في المساء،
على السرير
استرجعت أفكاري،
فقلت في ذاتي :
هكذا هي النسوان،
لاشكر ولا عرفان،
كان بإمكانها تن تقول لا أريد،
بدلآ من أن تطلب المزيد .

انتابتني الظنون
ما اسم هذه الفتاة
ومن تكون؟ .

أمرها فظيع؛
كيف لها أن تأمر؟
وكيف لي أن اطيع؟

ربما خالتني جرسون!
قد تكون طلبت الشاي،
قبل الجلوس،
يا لحظي المنحوس،
لم يكن يتوجب علي الجلوس!.

كم هي جميلة!

أسبوع مضى؛

في مثل هذا اليوم رأيتها،
سأذهب عل وعسى أن أجدها!.

ها هي تجلس في نفس المكان،
لم يتغير سوى الفستان .

إقرأ أيضا : تحت ظلال النسيان

هذه المرة؛

سأكون أكثر جدية،
قبل الجلوس سألقي التحية.

_ سلام ؟
_ أتيت بيديك ورا وقدام كي ترمي السلام!
_ ماهو طلبك؟
_ حسب المعتاد.
لم تتمالكني الفرحة،
انطلقت باقصى سرعة.

أحضرت الطلب.
فقالت : غيّر كوب الشاي انه بارد!
_ بكل سرور .
أحضرت الساخن،
ثم جلست.
بدأت بأكل السندويش،
فقالت : ماذا حصل،
لماذا جلست؟
أليس لديك عمل؟
_ كلا .
_ جلوسك على الطاولة
فيه مضايقة؟
اعذريني على ذلك،
لن اكرر الجلوس دون اذنك.
_ ضع مافي يدك،
انصرف الى سبيل حالك.
ربما هناك من يناديك،
وقد يظن أني أنا من تلهيك .

وقبل أن أنهض؛
كانت هي قد نهضت،
لدفع الحساب توجهت .

بقيت جالسا حائر،
وبصري خلفها سائر .

فجأة عادة تحث الخطى نحوي،
فقالت : اعذرني على مابدر مني!
ظننتك الجرسون .
لكن أخبرني؟
لماذا تدفع عني؟
رد بتلعثم : أنا أنا آآ
_ أنت ماذا؟
_ أنا…
– خذ نقودك!
لست بحاجة لجودك .

ألقت النقود على الطاولة،
رمقتني بنظرة ساخرة .
ثم استدارت
وبخطى متسارعة
غادرت
فوقعت منها محفظة.

استقمت واقف،
وكل أعضائي ترتجف.
يا للغباء!
كيف وضعت نفسي في هذا الموقف .

تركت مافي يدي،
انحنيت
أخذت نقودي،
تقدمت التقطت المحفظة،
بالكاد صحت بصوت خافت؛
يا! يا!
إلا انها لم تلتفت.
هميت باللحاق بها،
دون جدوى،
وكلما لمحتني خلفها
حثت الخطى،
إنها تظن اني اطاردها،
الأفضل أن أتوقف وأدعها .

مشيت أحدث نفسي؛
أين الأقدام،
لماذا وقفت عاجزا عن الكلام؟.

لكن؛ ماذا عسى أن أقول؟
فما قمت به،
كان فضول في فضول في فضول .

سوف أغادر الحديقة؛

_ إلى أين؟ عليك أن تدفع الرسوم قبل الدخول .
_ أريد الخروج!
_ خروج ماذا؟
هذا باب دورة المياه،
ألديك قِصر نظر!
باب الحديقة في نهاية ذلك الممر .

مالذي يجري؟
لقد تشوش فكري .

سوف أرجع،
ربما تكون قد عادت،
للبحث عن المحفظة .

هاهي الطربيزة فاضية،
سأستفسر عامل البوفيه .

-هل أتت إليكم طالبة تبحث عن شيء فقدته؟
-كلا!
إن كنت قد عثرت على شيء هات،
عليك وضعه في الأمانات .

-هل أقوم بذلك!
لالا قد يكون فيها حاجة ثمينة!
لكن ؛ ماذا عسى أن يكون داخل هذه المحفظة الصغيرة؟

بالكاد تتسع للنقود .

لقد تسببت في إثارة حفيظتها،
حتى أسقطت محفظتها .

أشعر بالتعاسة،
لوكان لدي جرأة،
لرفعت صوتي
حتى تسمعه .

إلى البيت أويت، من حيث أتيت .
على ظهري، استلقيت .

إقرأ أيضا : حب ملعون

قبل خلودي لمنامي،
راودتني احلامي.

كنت أراها أمامي،
في سقف غرفتي،
تجلس على الطاولة،
ترن نحوي مبتسمة.

فُتح الباب؛

لم أراك تبتسم منذ اعوام،
أين قضيت نهارك؟
لقد تغيرت أحوالك،
هل نويت أن تنام دون طعام؟
لمن هذه المحفظة التي جوارك؟
لم اراها من قبل بحوزتك .

أرني!
_ لا تفتحيها يا أمي،
إني اشعر بندمي وإثمي،
سقطت عن طالبة،
بعد أن تركتني غاضبة.

لا أعلم اسمها،
_ سأفتحها،
ربما عثرنا على عنوانها .
_كلا !
إن فتحها خيانة،
وانا أعتبرها أمانة .

لاتزيديني جنان على جنان،
دعيني أنام،
غدا سأعود الى نفس المكان .

استمريت،
في الذهاب،
والإياب.

وفي اليوم التاسع،
بينما أنا على نفس الطاولة قابع .
وأضع المحفظة ظاهرة بشكل متعمد،
أتت إمرأة ملامحها تشبه ملامح الفتاة الى أبعد حد .

استمرت تلف وتدور،
تتفحص
الحضور  بتأني،

حتى استقامت أمامي.
صوبت نظرها نحو المحفظة،
فانقّضت عليها بلحظة .

ثم صاحت بصوت عالي،
هذه محفظة ابنتي .
أين هي؟
التف حولي من كان برفقتها،
في الحال،
كتفوني،
وإلى قسم الشرطة اقتادوني.

-أيها الضابط هذه محفظة ابنتنا،
لدى هذا الشاب وجدناها .

باشره الضابط بالسؤال :
أين هي صاحبة المحفظة؟
رد متلعثما :
كنت انا وهي على طاولة،
وعندما انصرفت،
سقطت منها هذه المحفظة.
التقطتها، حاولت اللحاق بها،
دون جدوى،
وإلى اليوم أنا محتفظ بها،
كي أعيدها إلى صاحبتها.

لم أفتحها ولم أعلم ما بداخلها .

_ لماذا لم تهاتفها؟
أو توصلها إلى منزلها؟
-لا علم لي بعنوانها ولا اسمها ورقمها .

_ ألم تقول انك كنت تجلس معها على طاولة .
_ نعم .
_ إذا لك بها صلة!
_ كلا! لامعرفة لي بها ولاصلة؛
لم تراها سوى مرتين على نفس الطاولة .
حيث رأيتها قبل أسبوع،
جالسة تقرأ كتاب .
وفي اليوم السابع الذي اسقطت فيه المحفظة .
_ دعك من الإنكار!
كيف لك أن تجلس مع فتاة لاتعرفها،
على طاولة في وضح النهار،
هل تتعمد الاستهتار؟
_ قادتني إليها الأقدار؛ لم أرتد تلك الحديقة،
قبل ذاك النهار .

-إشرح بالتفصيل ما جرى بينكم في هذا اللقاء ومن صاحب الدعوة إليه؛ أنت أم هي؟
-أخبرتك بالحقيقة. وكلما جرى اني رايتها جالسة منفردة.
استلطفتها،
وأضمرت أن تكون صديقاٌ لها،

_ ممكن تشرح أوصافها؟

_ لوتنظر كما نظرت لوجهها،
او تسمع كما سمعت حديثها،
لأضحيت… لالحم فيك ولادما.

متوسطة القامة،
نحيفة، حنطية.
ترتدي تنورة،
وضحا، زهراء،
بعيون عسلية،
وشفاة كلثومية،
لشعرها مطوية،
على أذنيها حلق،
سبحان من خلق .

صاحت أمها قائلة: هذه ابنتي لاغيرها ولاسوى أين هي؟

طلب الضابط من والدتها الإنصات
ثم واصل؛
_ ذكرت أنها انصرفت غاضبة .
ماسبب غضبها وما هو الحديث الذي دار بينك وبينها؟
_ غضبت كوني دفعت عنها الحساب
انفعلت واسرعت بالذهاب؟
_ هذا تناقض!
كيف أنها قبلت، فأكلت وشربت،
وفي النهاية غضبت

الحقيقه أنها ظنت أني جرسون،
وعندما ذهبت لدفع الحساب،
اكتشفت ذلك،
فعادت وانهالت علي باللوم والعتاب .

_ ماذا وجدت داخل المحفظة؟
_ لم أفتحها قط. احتفظت بها أمانة مصانة.

_ تصرفك مشين. وقولك مهين .
هل سبق أن سُجل اسمك في قوائم المشتبهين؟
_ لست من أصحاب السوابق،
انا معترف ياحضرة الصول،
إنما قمت به فضول في فضول في فضول.

قال الضابط بغضب :
خذوه؛
في الحجز الانفرادي
ضعوه،
وعن الزيارة امنعوه .

أخذ الضابط المحفظة من يد والدتها
وبدأ يفتش ما فيها؛
هذه بطاقة سنة ثانية آداب.
وهذا كرت اشتراك في المكتبة .
بالاضافة لهذه القصاصة .
ما هذا الذي مكتوب فيها؛

إذا لم يعيد النظر، في حكمه الذي أصدر،
فقد أعذر من أنذر.

صمت الضابط فجأة،
بعد ان قرأ في ذاته ما قرأه.
فتحفظ على المحفظة بما حوت.
ثم سأل والدتها، عن عمل أبيها.
فقالت: يعمل منذ عدة سنوات
قاض؛ في محكمة الجنايات .

في اليوم التالي :

توجه الضابط إلى إلمحكمة،
فاطلع على سجل الاحكام التي صدرت.

فوجد حكم صدر، في قضية حرابة،
بقطع اليد والرجل بالخلاف،
لم تمض عليه مدة الاستئناف.
اخذ اسم المحكوم عليه،
ثم كلف التحري بالرقابة.
فكانت تزوره امرأة،
ترتدي ثياب رثة،
فتعقبها رجال التحري
لفترة .
تبين أنها والدة المحكوم عليه،
وأنها تتردد على منزل مهجور؛
تحفه حديقة، ويحيط به سور.

تمت المداهمة، فكانت المفاجأة؛

القبض على عصابة تقطع، وسرقة.
إلا انه لم يتم العثور على الفتاة المفقودة.

وبعد التحقيق؛

اعترفت المرأة باقوالها؛

بأن الفتاة
موجودة في منزلها، وأنه تم خطفها
بغرض الضغط على والدها لإطلاق سراح ابنها.

اقتادتهم الى مكانها،
وتم تحريرها.
فشرحت قصتها،
وكيف تم خطفها،
من قبل المرأة وعصابتها .

إقرأ أيضا : القمر الأحمر : صحوة النسل الهجين

وبعد أن اجتمعت بأهلها 
أخبروها؛
بأن هناك شاب مسجون على ذمة قضيتها،
وهو من عُثر لديه على محفظتها.
ذهبوا بها إليه؛
فاخرجوه من سجنه،
وأطلق سراحه،
بعد أن رد إليه اعتباره.

اصطحبوه ضيف غالي،
عدة أيام وليالي.

ازداد الاعجاب، وصار الأصدقاء أحباب.
إلى ذكرى الحديقة حنا،
فذهبا، وعلى نفس الطاولة جلسا،

فوقف بإجلال وتأني وقال:

ماذا تطلب صاحبة المعالي؟
تبسمت وقالت : تفضل بالجلوس ياغالي!
ثم نهضت مسرعة،
متجهة شباك البوفيه؛
أحضرت الشاي الحار،
ووضعته أمامه بكل وقار .
فقالت: هل لك طلب ثاني.
رد بتعالي وهو لايبالي: كلا! اذهبي!
لاتثيري غضبي!
إذا احتجت لخدمتك؛
سوف أشير اليك بإصبعي .

كان ذلك إعادة،
لأول موقف،
فضحك كلاهما للاخر
مستظرف، مستلطف.
فقالت مازحة : أخشى أن تغضب، وتنصرف،
فتضيع محفظتك،
فأدخل السجن بسببك.
تبسم فقال : بل بسببك،
قبعت خلف القضبان،
ردت : لاذنب لي؛
فقد كنت مكتفة بين أربع حيطان .

رد : كلانا ذاق الذل والهوان،
لولا ذاك، لماكان ذا.
ها نحن نلنا السعادة والهناء .

بصراااااحة؛

لقد كان محق،
من قام بخطفك،
وكنت محظوظ، في العثور
على محفظتك.
لم يدخلوني السجن،
بل أدخلوني جنتك.

وأنا يقظان؛
لم أكن وحيدا خلف القضبان،
فقد كنت أشاهد صورتك على الجدران .
و إن غفوت أراك ملء عيوني،
لم تكن تغادر صورتك جفوني .

تظل أجسادنا متباعدة، مسجونة،
ومع الليل تلتقي في المنام أرواحنا متعانقة.

ردت: يااااااااه، هذا ماكنت أتمناه؛

رغم ندمي، وحزني، على ما عانيت بسببي.
إلا أنك أضحيت فخري،
أليس من حقي؛ أن
أطمع أن تكون بعلي!

هاااااه،
ماهذا؟
لماذا صمت؟
ألا تجيب!
لماذا استقرت عينيك
ألم تعد تراني؟
ياهذا تكلم لقد سحبت طلبي .

أأنت موجوع؛
لِم كل هذه الدموع؟ .

تبسم ضاحك، والدموع تخط في وجنتيه المسالك فقال :

لولا الهوى ببرده و بحره،
ماسال دمع العين إلا عن جفى،
خلفه لقاء بضمه وبجره.

إقرأ أيضا : عاشقان من عالم اخر

ماعدت أدري؛
آي منهم استهواني؟

هل كان قلبي؟
أم سمعي؟
أم بصري؟

ما عدت أدري؛

فقد استوى لديً؛
الفجر والغلسي.

إن عسعس الليل،
أصيح؛ شبيك ياقمري،
وإن تنفس،
أقول؛ لبيك ياشمسي،

فأنشدت؛
بعد أن ذابت،
وعن الوعي غابت،
ثم أفاقت،

فقالت :

إن حبك ذبذباتي،
في سمائي وهوائي،

دون كل القنوات،
التقط بث قناتي .

لم يكن فائت فات،
بل هو آتي آت .

ليس له ذكرى وماضي،
إنما آني لحظي.

لم يكن تحصيل حاصل،
كان سجن، و قيود، و سلاسل.

سيدوم الدهر سرمد،
متحصن في خنادق ومعاقل .

تبسم الإثنان،
ثم استقاما كأغصان البان.

تواريا عن الأنظار،
ساد الصمت،
تولت العيون الحوار.

كان عرسا مختار،
ابهج الصغار والكبار.

فتعانقا عناق الأبرار،
وأسدلت عليهم الذوائب الستار .

انتهى ومن يحب النبي صلى …

الفهد

اليمن . للتواصل مع الكاتب : [email protected]
guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى