أدب الرعب والعام

في عداد الموتى

في أحد الأيام ، ذهب زوجان شابان للتنزه في أحد الجبال . لم ينتبها للوقت ، فالشمس بدأت تغرب . حينها أدركوا أنهم في ورطة ، لأن الليل قادم .

شعرت الزوجة بالقلق ، لكن زوجها حاول تهدئتها وأكد لها أنهم سيقضون الليلة بدون اي متاعب . مشى الأثنان لساعات ولم يكن لديهم أي فكرة عن مكان وجودهم . فالظلام ازداد كثيراً .

إقرأ أيضاً : ثلاثية أحمر الشفاه

يأس الزوجان ، ولم يكن لديهم خريطة أو بوصلة أو أي جهاز لتحديد الموقع . بعد مشيهم الطويل ، رأوا بيتاً قديماً في مساحة خالية .
بدى البيت وكأنه قد شهد أياماً أفضل ، بالأضافة الى أنه كان متداعيا ،ً وعلى ما يبدوا أنه لم يتم استخدامه لفترة طويلة . حيث كانت بعض النوافذ قد تصدّعت ، والبعض الآخر قد تحطم ، وسقط الكثير من بلاط السطح .

الزوج كان جريئاً جداً ، فقد تقدم بشجاعة مصحوبة بخوف ضئيل وطرق الباب الأمامي اكثر من مرة ، ولكن لم يرد عليه احد . لذا أدار الزوج المقبض فأنفتح الباب ببطء ! .
تفاجأ الزوجان ؛ هل يعقل .. باب بدون قفل ؟ .

ولكنهم دخلوا البيت . في الداخل وجدوا أن البيت في حالة سيئة جداً ، بسبب الإهمال . الأثاث كان قليلاً والأرضية كانت مغطاة بطبقة سميكة من الغبار . نظر الزوجان بحذرٍ حولهما ، ثم لاحظا جواً غريباً ورائحة عفنة . بالأضافة الى الجدران التي كانت مغطاة من الأرض إلى السقف بكتابات حمراء على الجدران ، مثل : ” كره ! ، تعذيب ! ، اغتصاب ! ، موت ! ” .
وقد تكررت هذه العبارات مراراً وتكراراً .

بدأ التوتر يظهر على كلا الزوجين حيث أنَّ الزوج مدَّ يده ليلمس الحائط ، فازداد توتراً ورعباً عندما اكتشف أن الطلاء لم يجف بعد ! . كان الزوجان خائفين للغاية . لكن لم يكن لديهم اي مكان آخر ليلجأوا له . وأيضاً كانا يعلمان جيداً أن الجبل خطير جداً في الليل . اذ ان هناك الكثير من الحيوانات البرية تجوب الغابة بحثاً عن فريسة .

إقرأ أيضاً : الشبح و المتشرد

على الرغم من الكتابة المخيفة على الجدران قررا الزوجان بغباء ، البقاء في الليل . فصعدا إلى الطابق الثاني من المنزل المتهالك . ووجدا هنالك فراشاً وقد أكله العث ، وسجّادة كانت مغطاة بالبقع .
لف الزوج والزوجة نفسيهما بإحدى البطانيات القديمة للتدفئة ، وحاولا الشعور بالراحة قدر الإمكان في ظل هذه الظروف . في النهاية استلقيا معاً على الفراش وتمكنا من النوم.

في وقت ما بعد منتصف الليل ، استيقظ الأثنان على صوت خفيف غريب . بدأ الأمر وكأن شخصاً ما أو أن شيئًا ما كان يتحرك خارج البيت .

“هل سمعت هذا؟” كانت هذه كلمات الزوجة سائلة زوجها فأجاب الأخر :
“أعتقد أنه يوجد شخص ما خارج البيت” .
أنصت كلاهما لبعض الوقت ، لكنهما لم يسمعا شيئاً . فنهض الزوج من السرير وتوجه نحو النافذة ، كان الجو مظلماً جداً بالخارج ، بحيث لم يرى أي شيء . ففكر في الصراخ من أجل تخويف من يتواجد حول المنزل .
ففتح النافذة ودفع رأسه للخارج قائلاً بصوت عالي وبعصبية : “من هناك؟” .

لم يسمع أي جواب ، ومن ثم عاد للفراش حيث انه كان على وشك الاستلقاء عندما قالت زوجته له :
“عزيزي ربما يكون شخصًا لا يستطيع الكلام “

عاد الزوج إلى النافذة وقال : “هل يوجد أحد هناك ؟ صفق مرة لنعم ومرتين ل لا ” .
مرة اخرى لم يسمع شيء فألتفت ليعود الى الفراش و فجأة سمع صوت صفقة ! .

التفت الرجل إلى زوجته وقال بدهشة :
-“لقد كنت على حق هناك شخص ما “
انحنى الزوج من النافذة وعيناه تفحص الظلام ثم صرخ قائلاً “
-هل أنت صاحب هذا البيت؟ اجب بصفقة لـ (نعم) وصفقتين لـ (لا)” .

فسمع صفقة ! .

سأل مرة اخرى :
-“هل أنت رجل؟” .

سمع صفقة !

ثم سأل :
-“أنت امرأة إذن؟”

سمع صفقتين !

-“هل انت انسان؟”

سمع صفقتين !

انتشرت القشعريرة بكامل جسمه ، ابتلع لعابه بصعوبة وصرخ :

-“هل أتيت إلى هنا وحدك؟” .

سمع صفقتين !

-“اذاً كم عددكم؟ ، صفق مرة واحدة لكل شخص ” .

سمع سبعة وخمسين صفقة ، وصوت زوجته وهي تصرخ .!

إقرأ أيضاً : جزيرة إبليس

ملاحظة المحرر : القصّة مترجمة .

Ahmed mohamad

العراق
guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى