سؤال الأسبوع

عن الرياضة ..

الرياضة .. متعة لم يُحرم منها إلا كل قليل حظ ، متعثّر عاثر . لو أردنا التحدّث عن تاريخ الرياضة ؛ فيجب علينا العودة إلى العام 3000 قبل الميلاد . هناك حيث نشأت الرياضات البدائيّة مع الإنسان البدائي ، رمي الرماح و الأحجار ، إضافة لمسابقات ترويض الحيوانات المفترسة و السباحة .

استمرت الرياضة حتى اتّخذ منها الإغريق في عام 776 قبل الميلاد، حدثاً هامّاً . بل وحوّلوا بعض الرياضات إلى رسميّة ، كسباقات الإنسان و سباقات المركبات و المصارعة والقفز ورمي القرص وغيرها الكثير .

إقرأ أيضاً : عائلة ألكساندر : جنون يفوق الخيال !!

وبالطبع فإن حديثنا عن الرياضة لا يمكن أن يمر بدون الحديث عن كرة القدم . خاصّة وأنَّ منشأها على الرغم من ابهامه وقدمه وتعدد رواياته ، إلا أنَّ لأحد تلك الروايات وقفة من الرعب .
هنا يجب علينا العودة إلى عام 1016 ميلادي . نحن الآن أمام جموع غفيرة من الشعب الإنجليزي ، جموع احتشدت وسط احتفالات وصيحات سيطر عليها نشوة الإنتصار . كيف لا وقد استطاعوا دحر ودحض الدنيماركيين أخيراً عن بلادهم ! .

هناك عزيزي في الجهة المقابلة لو كنت منتبهاً ، حيث يقف ذلك الشاب الانجليزي ، وبيده سداة الخمرة، واضعاً قدمه على جثة أحد الدنيماركيين . يرفع الزجاجة بيده ويصرخ عالياً :
نخبكم جميعاً، نخب الإنتصار .
ثم يرمي زجاجة الخمرة من يده و يحزُّ رأس الجُثّة و يقذفه بقدمه .
ولعلّ أثر ذلك الفعل واضح الآن لديك عزيزي القارئ ، فهاهم بعض من الرجال يشاركونه تقاذف ذلك الرأس . وهناك من تحمّس لهذه الدحرجة وهم يستعدون للمشاركة أيضاً .

إقرأ أيضاً : كايزر .. نجم الملاعب الذي لم يلعب مباراة ولم يسجل هدف واحد!


ومن هنا بدأت القصّة الفعليّة لأكثر الرياضات شعبيّة خلال ألفيتين متتاليتين و إلى ما شاء الله ..
الرياضة المتمثلة بكرة القدم .

البحث في أصول وتاريخ الرياضة أو كل رياضة على حدى هو أمر مثير جداً . فالقصّة الدموية حول أصول بداية كرة القدم ليست الوحيدة . بل هناك عديد الرياضات المشهورة والتي يتابعها الملايين حول العالم تعود أصولها إلى أحداث وقصص دمويّة أو مأساويّة .

التأهب ، الترقّب ، الصراخ ، الجنون والهيستيريا ، ثم السؤال : ما بال هؤلاء الحمقى !.
بكل تأكيد إن كنت ممن لا يهتمّون بالتشجيع ، فقد طرحت هذا التساؤول ولو لمرة واحدة . خاصّة عند مرورك بجانب أحد المقاهي . حيث ترى جميع الطاولات ممتلئة و الجميع مصوّب انتباهه نحو الشاشة حيث تُعرض المباراة .

إقرأ أيضاً : هستيريا


حسناً .. دعني أُخبرك أنَّ هذا ليس كل شيء . هناك ما هو أكبر من الغضب و الصراخ وتحطيم الأشياء . بل إنَّ الأمر تطور في بعض الأحيان ليغدوا جريمة قتل .

في عام 1994 .وفي نهائيّات كأس العالم التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية ، كان الملعب الذي يجمع المنتخب الكولومبي مع المنتخب الأمريكي يعجُّ ويضجًّ بالمشجّعين . حتى المافيا الكولومبيّة كانت تترقب هذه المباراة بجنون لا يقل عن غيرهم من متابعي الرياضة آنذاك . كيف لا و المنتخب الكولومبي الذي تأهل إلى النهائيات بسجل مبهر وواعد، وجد نفسه بحاجة ماسّة للفوز أمام المنتخب الأمريكي، ليتصالح مع جمهوره بعدما قدّم أداءاً مخجلاً في ذلك المونديال .
ولكن مع صافرة النهاية ، ودّعت كولومبيا المونديال بخسارة مؤلمة بنتيجة 2-1 .
وكان هدف الفوز للمنتخب الأمريكي بتوقيع قدم اللاعب الكولومبي ‘ اندريس اسكوبار‘ بالخطأ في مرماه .
الهدف الذي سيكلّفه حياته لاحقاً عندما اغتالته المافيا الكولومبية بست رصاصات، عقوبة على ذلك الهدف .

الجنون لا يتوقف . ولن نبتعد كثيراً ، بل سنعود إلى عام 2012 . وتحديداً مدينة بورسعيد في مصر .
حيث وقع قرابة 79 قتيلاً ، وذلك في مباراة جمعت الأهلي و المصري البورسعيدي . وما ان انتهت المباراة حتى اندلعت الاشتباكات بين الجمهورين ، وهذا ما تسبب بمذبحة حقيقيّة . مذبحة تحت مظلّة جنون الرياضة أو التعصّب الرياضي .

ومن هنا لديَّ لحضراتكم بعض الأسئلة .

-ماهي رياضتك المفضّلة، وهل أنت دائم متابع لها ؟

-من هو نجمك المفضّل ؟ ، وهل يمكن أن تتخذه كقدوة لك ؟

-ما هي أكثر اللحظات التي تأثرت بها في رياضتك المفضّلة ؟

-بما أننا نتحدّث عن التعصّب الرياضي ، هل أنت متعصّب رياضيّاً تجاه النادي أو اللاعب الذي تشجعه ؟
وهل انت مستعد لخوض شجار مع من يتعرّض بالكلام عليهم ؟ . أو هل حطّمت شيئاً ما بسبب الانفعال لفريقك أو لاعبك المفضل ؟

-هل التعصّب الرياضي بالنسبة لك هو أمر مقبول ومستساغ، اذكر لنا موقفاً كنت فيه جانياً أو مجني عليه في هذا السياق .

سؤال الأسبوع بقلم : سندس-سوريا

guest
47 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى