تجارب ومواقف غريبة

إصابتي بالمس عن طريق ثعبان

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . إليكم أصدقائي رواد موقع كابوس قصتي مع المس والتي لن أنساها أبداً ، وهذه القصة حدثت لي قبل سنة وثلاثة أشهر تقريباْ .

في البداية والدي أصيب بداء باركنسون وكان طريح الفراش في شلل تام ، وحدثت له جلطة أيضاً وكنت أتألم لحالته . حينها استغل الشيطان ضعفي وضعف إيماني والتسليم بالأقدار ، و بدأت تراودني الأسئلة الوجودية ، كنت أتساءل ما معنى الحياة؟ ، و هل هناك بعث بعد الموت؟ ، أم أنها عبث؟ .

لأنني كنت أرى أن الحياة  عبثية ، فهي عبارة عن شر مطلق . حيث لا معنى للخير الذي نفعله ، ولا معنى للظلم والشر الذي يرتكبه الإنسان . فليفعل ما أراد مادام أنه سينتهي به المطاف في تلك الحفرة( القبر ) . وتنتهي حياته مثل سائر الأنعام غير العاقلة و غير المكلفة من خالقها ، هنا حيث تكون الحياة بلا معنى ، حيث نضرب بكل القيم والأخلاقيات والتكاليف بعرض الحائط .

إقرأ أيضا : هل أنا ممسوس أو بي سحر أجهله ؟

لما جلست تقريباً ثلاثة أشهر وهي تراودني هذه الأسئلة والأفكار ، بدأت أصدق أنه لا معنى للحياة . وحينها دخلت في إحباط وحزن شديد و اكتئاب .

المهم في نهاية هذه التساؤلات وقبل وفاة والدي رحمه الله بثلاثة أيام قمت من النوم . وكنت أشعر بالضيق الشديد والسلبية والتعب ، والأسئلة التي كانت تأتي بكل قوتها وغزارتها حينها ولأول مرة أنطق بالكفر ، أن لا معنى للحياة وأننا عبث و أننا نموت وننتهي في تلك الحفرة .

حينها لا أعلم ماذا حدث؟ ، و إذا بخوف اجتاح قلبي بقوة وازدادت نبضاته ، شعرت بحرارة تقترب مني ، و سمعت صوتا مثل الإهتزاز في رأسي . وإذ بي أسمع صوت قرآن يتلى وكانت بداية سورة ق قال تعالى :

(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ  ) .

بعدما سمعت هذه الآيات شعرت كأنني اختفيت ، كأنني أصبحت روح بلا جسد ، كأنني فقدت نفسي .كنت أرى يدي وأتحسسها ، وكنت أتساءل ، هل أنا في الواقع؟ ، أو في حلم؟ ، وما هو الواقع؟ .

المهم كنت مرتبكا وفاقدا لنفسي ، خرجت للشارع أرى الناس يمتلكون أنفسهم ويعرفون وجهتهم . بينما أنا كنت تائها كطفل ضائع، أو مثل كائن أتى من عالم قوانينه مختلفة إلى عالم جديد . كنت فاقدا للتلقائية ، لا أستطيع التعامل مع الناس ، و إذا أردت الكلام يجب أن أرتب بعض الكلمات ، و إلا لن أخرج جملة مفيدة .

إقرأ أيضا : ممسوسة والسبب أباها

إستمريت هكذا وخفت أعراض الغربة عن واقعي وعالمي قليلا ، وتوفي الوالد رحمة الله عليه . وفي ثاني يوم من العزاء وتحديداً قبل أذان المغرب ، لا أعلم ماذا حدث؟ . شعرت بالحرارة تقترب مني مرة أخرى ، وصوت في رأسي وألم شديد ، كأن شيء يدخل إلى رأسي .

حينها بدأت أرتبك ، وكنت أرى شخصا طويل اللحية أمامي . كان ينظر لي وعيناه تغير الإتجاهات شمالا ويمينا . في تلك الأثناء ، زاد الألم في رأسي و علا صوت الأزيز( زززززززز) ، بدأت أصيح وأبكي فجأة ، وانتابني خوف شديد أكثر من المرة الأولى .

خرجت من العزاء و أنا أبكي ومرتبك، ، وكان وقت الأذان ، لم أذهب للمسجد ذهبت مباشرة للبيت . رأتني أختي الكبيرة وقالت : ماذا حدث لك؟ ، وأنا كنت أجيبها بأنه مس شيطاني أو جني . وهي تقول : كيف؟ فقلت لها لا أعرف كيف! .

بعدها بقيت بالمنزل وكنت في كآبة لو وزعت على سكان الصين لأكفتهم وكتمة شديدة بصدري . كنت أريد أن تنشق الأرض وتبتلعني من شدة معاناتي .

بعد ساعات ، أتت لي أمي بالعشاء فرفضت تناول أي شيء ، حاولت النوم ولم أستطع من شدة الكآبة والأفكار عما حدث . جلست أتقلب في فراشي حتى الساعة 12 بعد منتصف الليل ، حينها غفوت قليلا وقمت الساعة 3 فجراً . كنت نائما على جهتي اليمين وانتابني شعور أن هنالك شيء ما خلفي ، فنظرت وإذا بمخلوق غريب شفافا كالظل!.

عندما لمحته هرب ، كان طوله كطول طفل عشر سنوات ، وعند هروبه كان يطير ولم تلامس أرجله سطح الأرض . كنت أرى هيئته بوضوح ، لأن الغرفة يدخلها الضوء من النوافذ ، هرب واخترق الباب وكأنه لا وجود للباب .

إقرأ أيضا : عمتي ممسوسة …. قصة حقيقة نعيشها الآن

من شدة حزني وكآبتي قمت من الفراش ولم أخف . وقلت سأرى ما هذا الشيء؟ ،  فتحت باب الغرفة متفحصا يمينا وشمالا في الصالة ، ولا وجود له! . اتجهت نحو الباب المؤدي إلى الشارع ، فتحته لأرى ، ولا وجود له أيضا! .

فجأة ، وأنا أبحث عنه ، شعرت أن شيئا ما خلفي ، فاستدرت . وإذا  به ينظر لي من السلالم التي توصلنا للدور الثاني ، كان يطل علي ويختبئ ، أعاد الكرة ثلاث مرات ، ثم اختفى . اتجهت لنفس المكان الذي كان فيه لكن لم أجده . يأست وذهبت للنوم ، لم أفكر في الموضوع كثيرا فالكآبة كانت أشد .

حاولت النوم ولم أستطع ، غفوت قبل أذان الفجر بقليل . فقط لربع ساعة تقريباً ، وفي هذه المدة رأيت حلما غريبا . كان ذلك الكائن الغريب ، وكنت أجلس خارح المنزل ، بينما باب المنزل مفتوح ، وهو خرج من المنزل وكان لا يلامس الأرض . 

بعدها استيقظت وكان مزاجي قد تحسن ، لكنني لم أستطع النوم لباقي اليوم . وهنا بدأت الأحداث الغريبة مع الثعبان الجني أو الشيطاني ، حيث أنني في هذا اليوم وعند ذهابي لصلاة العصر ، وبينما أنا على وشك الخروج من المنزل رأيت ثعبانا رمادي اللون يمشي فوق الباب الذي يؤدي للخروج . كنت أنظر لهذا الثعبان وأنا في تعجب تام! ، كيف صعد إلى هناك؟ .

فجأة ظهرت أختى ، فوجدته قد اختفى . يا للعجب كيف اختفى بهاته السرعة؟! ، ذهبت لأتفقد المكان الذي كان فيه . حيث أنه كان بأعلى الباب ، لم أجده ولم أجد أي مكان أو فتحة من المحتمل أنه اختبأ بها . حينها لم أكن أعلم انه جن على هيئة ثعبان! .

خرجت للمسجد للصلاة ، وأنا اتساءل كيف اختفى؟! ، صليت ونسيت الموضوع . عدت للمنزل الساعة 9 ليلاً ، وجلست أتصفح الإنترنت إلى وقت صلاة الفجر ،  فلم أستطع النوم لليوم الثاني . وبعدما صليت الفجر حاولت أن أنام قليلا ، لكن أول ما أسندت رأسي إذا بالثعبان يزحف فوق رقبتي ، فصحت حينها ، وتبينت أنه نفس الثعبان الذي رأيته عصرا .

شغلت الإضاءة ، نعم هو نفسه! . ذهبت لجلب أي شيء أقتله به ، عثرت على عصا سميكة نوعاً ما فضربته على رأسة ثلاث مرات ، لكنه لم يمت! . حملته خارج المنزل و كان لا يزال حيا لكنه في حالة يرثى لها ،كنت مصمما على إنهاء حياته . جلبت حجرة وضربته على رأسه إلى أن انفجر دماغه ومات .

إقرأ أيضا : قصة أختي الممسوسة (1)

ويا ليتني لم أفعل! . فبعدما قتلته وتخلصت منه عدت للمنزل ، وإذا بي أشعر بأن شيئا يخنقني ، وشعرت حينها بالضيق والكآبة الشديدة شيئاْ فشيئاً . وإذا بدم يخرج من أطراف أصابع يدي ، وزاد الأمر سوءا إلى درجة  ظننت فيها  أنني سوف أموت .

بعد ساعتين أتى صهري ليأخذني عند الراقي ، ذهبت وعندما رآني صهري قال لي : هل تشعر بأن شيء يخنقك؟ ، قلت نعم . قال : الآن سوف نذهب لنخرجه .

كانت وجهتنا على  بعد 7 ساعات بالسيارة . عند وصولنا ، دخلنا عند هذا الراقي لكن ليس الذي كنا نريده بل شخص آخر في الأربعين من عمره . في البداية أخبرني أنني مصاب بالعين ، وشرع  في قراءة القرآن ، شعرت بشيء يتحرك داخل بطني ، وكان جسمي كله يرتعش مثل المصاب بالصرع .

بعد  إتمامه للرقية قال لي : قبل النوم إقرأ سورة البقرة. فخرجنا من عنده و حجزنا لليوم الثاني عند الراقي الكبير في السن . والذي جئنا من أجله في الأصل . خرجت ، وكنت أشعر بالراحة وكأن شيئا نزع مني .

ذهبت تلك السلبية والكآبة ، وقرأت سورة البقرة ، وكنت أول مره أفهمها جيدا . كانت الآيات تتردد في قلبي ، كان كلاما حيا وقويا . بعدما قرأتها نمت نوما عميقا .

ذهبت اليوم التالي عند الراقي الذي حجزنا عنده . فكانت الرقية منه أكثر قوة وتأثيرا ، إلى درجة أنه بدأت أصوات وضحكات تخرج مني . أثناء الرقية فقدت الوعي وآخر ما أتذكره هو ارتفاع رجلي اليمنى في السماء وصراخ الراقي : أخرج ، متحدثا مع من بداخلي . قمت بعدها وأنا أشعر بالراحة وكذلك إحساسي بنفسي قد عاد لي ، وكل شيء عاد كما كان .

إن ما حدث لي لا يمكن أن أنساه ما حييت ..

التجربة بقلم : سالم باوزير – اليمن

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى