تجارب ومواقف غريبة

المنزل المسكون: كان ولا يزال!

كان أبي دائما يقص علينا قصة منزل والديه الذي ترعرع فيه وهو صغير. وكم كان منزل جدي ذاك مسكونا إلى درجة كبيرة وبطريقة شريرة.. وسأذكر بعض ماذكره عن المنزل و المواقف التي حصلت معه و إخوته.

كان المنزل كبيرا و شاسعا جدا لدرجة أن المسافة بين الحجرة والأخرى كانت طويلة. تستثقل الخطوات للذهاب إليها. و كانت أشجار النخيل تحيط به.

في إحدى المرات اجتمعت العائلة على طعام العشاء وكان جدي صارما في معاملته لأبنائه. حيث أنه كان يراقب أيدي أولاده قبل الأكل.. حتى وصل إلى يدي أبي و لم تكن مغسولة ،فأمره جدي أن يذهب ليغسلها و لكن أبي – الذي كان صغيرا وقتها – شعر بالخوف لأن المنزل كان يعج بالجن..

جدي رفض توسلات أبي و أرسله للحمام فورا. عندما خرج أبي من الحمام رأى في نهاية الرواق رجلا واقفا وكان ضخم الجثة. و من الخوف رمى جسده المرتعش من السلم، ولحسن الحظ لم يكن عاليا جدا و لم يصب بأذى.

وفي إحدى المرات جاءت خالة أبي للمنزل وصعدت مع جدتي للسطح. فجأة سمعتا صراخا و نارا تشتعل، عندما نظروا حولهم كانت النخلة مشتعلة بالنار و مرشوقة بنساء كانت أجسادهم تحترق داخلها.

وفي ليلة مرعبة، كان أبي و عمي في غرفة نومهما، استعد أبي للنوم بينما عمي كان يذاكر، و كان باب الغرفة مفتوحا.. حتى لاحظا مرور امراة لها شعر طويل أسود .. كان نصفها العلوي بشريا أما النصف السفلي كانت حوافر حيوان تمشي كما يمشي الآلي، و بوجه دميم مرعب!

أبي و عمي – رغم الخوف – قررا أن يلحقا بها حتى قادتهم للمطبخ. و هناك.. كانت في قمة غضبها إذ قامت برفع الصحون و كسرها واحدا تلو الآخر بطريقة جنونية .

هذه فقط مواقف قليلة مما عاشوه في المنزل المسكون، خلاصتها أن الجن كانو يتجولون فيه بحرية أمام أصحابه البشر و أغلبهم لهم نصف سفلي لحيوان. و كان جدي و جدتي وأعمامي غالبا مايجلسون في مجموعة و لا يتجولون في المنزل دون رفقة.

على كل حال، تم بيع المنزل لرجل ثري من مدينتنا وسمعوا بعد مدة أن الرجل كان يؤدي الرقية الشرعية ويعالجه باستمرار من الطاقة السلبية.. في الوقت الحالي أصبح مركزا تجاريا ولكنه ليس ناجحا ومكتظا ككل المراكز باستثناء الصالة رياضية والكافتيريا.

المنزل يبعد عن منزلنا الذي نعيش فيه بحوالي شارعين فقط، وأنا و جميع أفراد أسرتي كنا نقصده، والصراحة أن تلك المواقف التي حكى أبي عنها لم نكن نعيرها الاهتمام الكبير.. لأننا كنا نعتبرها حكايات تسلية ورعب. أي أننا لم نخف من الذهاب للمنزل الذي أصبح مركزا تجاريا على الإطلاق .

على كل حال، واحدة من أخواتي كانت بحاجة للعمل بما أنها طالبة جامعية، و هناك وجدت عرض عمل لرجل يملك محلا للتحف الفنية في المركز التجاري.. و فورا تم قبولها و بدأت الدوام.

كان صاحب العمل يغادر المحل بمجرد وصول أختي و لا يعود إلا وقت الخروج.. أي أن كانت أختي تقضي الوقت لوحدها في المحل.

ذكرت لنا في إحدى المرات أنها اصيبت بخوف شديد مما حصل معها.. حيث أنها كانت جالسة في المحل وبعدها أخذت صحنا عاديا من فوق الطاولة، و لكن الصحن كان يأبى أن يرتفع و كأن قوة تجذبه. أي أنها كانت تحاول رفعه و لكن هو ينجذب للوراء و كأن شخصا يحاول أن يأخذه من أختي!

المشكلة أن الصحن كان عاديا لا يوجد به مغناطيس أو أي شيء يجذبه.. حتى توقف ذلك الصحن عن المقاومة و عاد لمكانه. قالت أختي أن الموقف كان مخيفا وغير طبيعيا على الإطلاق . وقتها تذكرنا أن المكان كان مسكونا بالجن، ومواقف أبي وأعمامي فيه عندما كانوا صغارا.

فما سبب كون المنزل مسكونا بهذه الطريقة في الماضي؟ فمعرفتي لعالم الجن محدودة. و هل مازال المنزل مسكونا حقا رغم تحسن وضعه؟

guest
6 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى