أدب الرعب والعام

الوجه الآخر ..

هي تلك اللحظة الحاسمة ، الفاصلة والأخيرة .. التي تجعلنا نفعل المستحيل من أجل من نحب ، إما معا أو لن نكون مطلقا .. لكن أن أخسره وأعيش بعده فذاك هو المستحيل بعينه ، حتى ولو كان الفارق مجرد ثانية أختار أن أسبقه .

هل الحياة تستحق كل هذه المعاناة ؟ ، سئمت العيش وأنا على هاته الحال ، يجب أن أجد حلا وحالا .. وإلا .. يا إلهي لا يمكنني تصور ذلك ، سأفقده ! .. يجب أن أتصرف قبل فوات الأوان ، سأ….


_ ماري .. حبيبتي ، جهزي نفسك لحضور حفل زفاف ابن أخي الأسبوع القادم .

أجبتها  : أمي تعرفين جيدا أنني لا أحب حضور المناسبات ، إضافة إلى أنني لا أملك فستانا جميلا .

ردت : وهذا ما سنفعله ، نشتري واحدا ! .

_ آه .. لا أريد الذهاب من الأساس .

_ طبعا ستذهبين ولا نقاش في ذلك ، أريد أن يرى الجميع ابنتي الجميلة . وقد سمعت أنه سيحضر الزفاف أبناء عائلات راقية ، تعرفين راقي – يعني وسيم وغني – ! .

_ أمي لماذا تفكيرك مادي لهذه الدرجة ؟! .

_ أريدك أن تعيشي حياة الرفاهية والاستقرار .. مالعيب بذلك ؟! .

ذهبت للزفاف ، ويا ليتني لم أفعل ، كان زفافا عاديا كغيره . تدخل العروس برفقة أبيها يستقبلها زوجها ليتم القس مراسم الزواج ويصفق الجميع .. لتبدأ بعدها حفلة الطعام .

كنت أرتدي  ذلك الفستان الوردي ، المكسو بأزهار المارغريت المطبوعة على كامل أطرافه – والذي اختارته أمي بعناية – .. وحذاءا ذهبيا ذو كعب عالي مع حقيبة صغيرة تلائمه . تلألأت عيناي الخضروتان وسط كحل وضع باحترافية تامة ، واكتنزت شفتاي بحمرة جعلتهما تبدوان ككرزة لامعة ، منهية المظهر بشعر أشقر متماوج يسقط على كتفي .. وبهذا إكتملت طلتي بجلوسي دون حراك كملكة تعتلي عرشها “مرضية غرور أمي وكذلك شيئا لن أبوح به كان في نفسي” .

إقرأ أيضا : ابن الشجرة

لن أنكر كلام أمي فقد كنت غاية في الجمال ، ما نقص من جسمي وما زاد ، كان عبرا معتبرا  ومن قال غير ذلك فعمّا أجمع عليه الكل قد حاد .

وأنا جالسة أراقب – بهدوء تام – الناس وهي ترقص ، وأخرى تتهافت على طاولات الطعام  كأننا خرجنا من عام المجاعة ، حتى تقدم نحوي ذاك الشاب الأنيق قائلا :

_ عذرا آنستي  ، هل يمكنني الانضمام إليك ؟.

نظرت له لوهلة قبل أن أجيبه ، كان طويلا ، مكتمل البنية ، أبيض البشرة .. شعره بني ناعم ، وقد تناغم كل ذلك مع عينيه العسليتين ، لتضيف لحيته البنية المختلطة بشعيرات حمراء كاريزما خاصة به ، جعلته يبدو من الأشخاص القلائل الذين وجدتهم عيناي وسيمين بحق . وبالطبع وجدته وسيما كفاية لأسمح له بالجلوس إلى طاولتي ، ربما بدوت كالمتكبرة ، لن أنكر .. فبالفعل كنت كذلك ، وذاك ما قادني ناحية الهلاك .

_  عذرا .. ماذا تشرب الآنسة … لم يكمل متسائلا بنظراته عن اسمي؟ .

_ أشكرك سيد …

فباغتني  : جوناثان ونادني جون من فضلك .

_ حسنا يا جون ، أنا ماري .. ماري فقط ولا أحب الأكل أو الشرب بالمناسبات .

تبادلنا أطراف الحديث ، وبدا من تلميحاته أنه أعجب بي ، ولا أنكر أنني استلطفته ، تبادلنا بنهاية اليوم أرقام هواتفنا .. وبذلك لبيت رغبة أمي دون حول مني ولا قوة .

أثناء عودتنا للمنزل رفقة سائق العائلة سألت أمي :

_ إذن .. هاه الطبيب الجديد بالمدينة ! . لا نعرف أصوله ولا أهله .. يشاع أنه يتنقل بمفرده .. لكن لا يهم هو طبيب ذو صيت وهذا كاف .

رددت متسائلة  : طبيب؟! .. هو لم يذكر أي شيء عن مهنته .

في الحقيقة لم أسأله لم أكن أريد أن أبدو أمامه كالجشعة لأنني لم أكن كذلك .

ردت أمي : هو كذلك ، الكل يتكلم عنه وعن لطفه وعلمه الكثير ، كما أنه يملك قصرا بأعلى التلة .

لم أجب .. لم أرد الدخول مع أمي بنقاش لا طائل منه ولا فائدة . كما أنه لا شيء رسمي بعد ، مجرد جلسة بزفاف أحدهم .

إقرأ أيضا : صحوة ضمير

تواصلنا أنا وجون لمدة شهرين متتاليين ، كنا ببعض المرات نلتقي بالمقهى .. نتناول كوب قهوة مع قطعة كرواسون فاخرة . أو بالمكتبة فهو أصبح على علم بمدى هوسي بقراءة الروايات .

طبعا لم أخبر والدتي بشيء حتى لا تلح علي لأقص لها أدق التفاصيل ، فبعد كل شيء لم يصرح لا بالإعجاب بي ولا بنية الارتباط .. وطبعا لم أكن لأقدم على أية خطوة فقد كنت أنثى بعزة نفس فاقت الأفق .

لتأتي أمي ذاك الصباح وهي تكاد تطير من الفرح ، لقد تكلم الطبيب مع والدي وأعرب له عن نيته بالزواج بي وهو بانتظار الإجابة .

وافقت حينها مع استغرابي الشديد لطريقته .. بحيث أنه قطع أخباره عني ولم يمنحني الفرصة حتى لأسأله ، وطالب بأن يكون الزفاف بعد أسبوع واحد دون تأخير .

_ لماذا العجلة !! .. سألت أمي .

_ سنلبي طلبه وما أدراك إن لم يغير رأيه إذا رفضنا؟ . ثم إننا عائلة مقتدرة و سنقيم  لوحيدتنا حفلا تهتز له المدينة .

حينها لم أكن أفكر بحكمة ، ولو عاد بي الزمن لتريثت .. لسألت عن أهله .. لاتجهنا لآخر منطقة عمل بها وسألنا عنه وعن طباعه . لكن للأسف فات الأوان ، كان قلبي المتحكم بتلك اللحظة ، وتسللت إليه فكرة ” ربما يغير رأيه” .

مر الزفاف وكان كما وعدت والدتي ، ولا أريد الغوص بتفاصيله لأنه المنعرج الذي غير حياتي .

فعلا كان منزلي قصرا ، بل  قطعة من الجنة إن صح التعبير ، لكن هناك شيء خاطئ .. غير مريح  ! . حتى جون .. مختلف تماما عما عهدته عليه قبيل الزواج . عصبي لدرجة لا تطاق ، شره بغرابة ، فأنا لم أرى بشرا يتناول هذا الكم الهائل من الطعام بتلك الطريقة المقززة ! .. أين اختفت تلك اللباقة المصطنعة ؟ . بالمقهى لم يكن حتى يكمل حبة الكرواسون خاصته .

كان يمنعني من زيارة أهلي متحججا بعمله الشاق وانشغاله الدائم . لكن حقيقة لم يكن يذهب إلى العمل إلا لسويعات قليلة ثم يعود . يتناول الطعام ، ويختفي بتلك الغرفة .

في حديقة القصر توجد غرفة منفصلة ، ذات طابع شرقي ، زجاج نوافذها متموج و ملون بعدة ألوان تمنع الغريب من رؤية ما بالداخل ، لطالما شدت انتباهي  ، وكما تتوقعون فقد منعني منعا باتا من الدخول إليها . كان يوصدها من الخارج بالمفتاح الذي لا يفارقه إلا إذا نام ، فيضعه على الطاولة الصغيرة بجانبه . وحين سألته عنها أجابني بأن الأمر لا يخصني ولا يحق لي حتى النظر إليها .

إقرأ أيضا : مجنونةٌ زوجتي !

تناسيت الأمر مفكرة أنه نظرا لعمله .. فربما يجري بها تجارب بذاك السياق ، ونسيت الأمر تماما خاصة عندما وجدت نفسي حاملا  .

حقيقة تغير جون معي تماما وفرح لدرجة أنني لم أره بتلك السعادة من قبل . أخذني برحلة لأروح عن نفسي قليلا ، واشترى لي العديد من الهدايا ، حتى أنه أخذني لمنزل أهلي لأرتاح  لمدة أسبوع ويا ليتني لم أعد ! .


عند عودتي لمنزلي كانت به رائحة جد كريهة ، وكأنها رائحة جيفة ممزوجة برائحة احتراق ، والصادم أنه عند دخولي الحمام وجدت آثار دماء و قميص لي محروق و مرمي بفوهة المرحاض .

_ جون ! ، مالذي حدث بالحمام؟ ، ولماذا قميصي محترق ؟ .

ليجيبني متلعثما  :

_ آه … لقد دخل قنفذ للمنزل ، وعندما قتلته وجدت قميصك فحملته به خارجا لأدفنه .. ولم أعرف كيف أغسله فأحرقته بدل ذلك .

لم أقتنع بإجابته مطلقا وأثار ذلك ريبتي لكنه لم أظهر . إذ يبدو أنه لم ينظف ما قام به ذاك الأسبوع ، فوالدي من أعادني للمنزل تلك الليلة ، والظاهر أنه لم يكن يتوقع ذلك .

تدهورت حالتي الصحية بعد ذلك الأمر ، وكونه طبيبا كان يخبرني أنها من أعراض الحمل . لكن الغريب أنني صرت أسمع أصواتا بالمنزل لم تكن من قبل ، وبغرفتي أقسم أنني إذا ما جفلت بعيني يغلق باب الخزانة من تلقاء نفسه ، وأنا متأكدة أنه كان مفتوحا ! . لم أشأ إخباره بالأمر حتى لا يستهزأ بي ويسخر مني .

إقرأ أيضا : السراب ( الجزء الأول )

في أحد الأيام كنت أنظف حمامي الخاص .. أغلقت الباب وأعدت فتحه لتنظيفه من الطرف الآخر ، صعقت لما رأيت ذاك الطفل ذو البشرة الزرقاء واقفا أمامي ! ، عيناه عبارة عن فجوتين سوداوتين .. وفاه مفتوح بالكامل ولا يظهر منه إلا السواد ! .

لم أستوعب الأمر وسقطت مغشيا علي .

استيقظت وأنا على فراشي وبجانبي جون جالسا على الكرسي ، وببرود تام قال  :

_ألم أخبرك ألا ترهقي نفسك؟ ..

وبحدة أعلى تابع كلامه :

_ إن حدث أي مكروه للجنين فلن أرحمك ، أريده حيا !.

لم أفهم حينها قصده ، خلت أنه خائف على ابنه الذي كان ذكرا فقد علمنا ذلك بآخر زيارة لنا للطبيبة .

تجرأت وأخبرته عن ما يحدث لي بالآونة الأخيرة ، توقف للحظة ثم صار يضحك بطريقة غريبة و اتهمني بالجنون .. حقيقة شعرت بأنني مجنونة لتفوهي بتلك التفاهات “كما سماها جون” فآثرت الصمت ، وتوجهت أنظاري لتلك الغرفة مجددا وقررت زيارتها بتلك الليلة لأكتشف سره الكبير .


تناولنا العشاء وخلدنا للنوم ، وعندما تأكدت من أنه غط بنوم عميق .. سرقت المفتاح وتوجهت إليها على أحر من الجمر .

_ يا إلهي .. ما هاته الرائحة المقيتة ؟! .

أشعلت الضوء .. لم أظن في حياتي أنني سأرى منظرا بتلك البشاعة قط ، جثث حيوانات متراكمة في زاوية الغرفة ، الجدران ملطخة بالدماء .. طاولة بجانب الباب عليها أدوات تشريح وبعض الأشلاء الدامية . خفت كثيرا وتبعثرت أفكاري واكتساني عرق شديد وقلت في نفسي ..

_ لا عليك ماري .. هوني على نفسك ، ربما يجري عليها تجارب تخص مهنته .. لكن لماذا كلها حيوانات سوداء ؟ .. وما ذاك الذي يتوسط الغرفة ؟.

اتجهت نحوه ، كتاب مفتوح على مصراعيه ، يا إلهي تبدو كطلاسم ! ، كتابات غريبة ! ، ونجوم خماسية ! ، ورسوم لمخلوقات مرعبة ! . رفعت رأسي للسماء محاولة ترتيب الأحداث ، لأرى تلك الصورة المعلقة بالحائط .. رجل جالس بوجه ماعز ! ، أليس هذا….

_ ماري .. ماري الجميلة .

استدرت وصرت أسمع دقات قلبي تتراقص بأذني من شدة الخوف والهلع .

_ هل أتهمك بالغباء؟ ، أم بالشجاعة المفرطة التي تلحق الهلاك بصاحبها ؟ . 

تجمدت بمكاني وصرت كمن ابتلع لسانه ، واصل حديثه بهدوء مريب وهو يحوم حولي  :

_أترين قصري؟ ، أموالي ومنصبي؟، و شهرتي بين الناس ؟ .

فأومأت برأسي خوفا .

إقرأ أيضا : للندم طعمٌ مر

فأكمل قائلا :

_ كل له مقابل ، واتجه صوب الصورة مردفا  :

_ وسيدي مطالبه باهظة الثمن ، إما روحي أو …

ونظر صوب بطني المنتفخ .

تحولت صدمتي و خوفي في لحظة إلى غضب وقلت له بنبرة جادة  :

_ أموت أنا ولن تلمس حتى شعرة من رأسه .

تجاهل قولي وأردف :

_ تبقى شهر واحد على حصولي على قربان آخر .

_ آخر؟! .

قلت متسائلة .

_ نعم .. فكم من واحدة قبلك كان لها نفس الموقف ونفس ردة فعلك ، لكن للأسف ، آه أقصد يا لسعادتي …

واقترب من أذني هامسا  :

_ ستموتين في كل الحالات عزيزتي .. لا تستعجلي الأمر بإثارتك لغضبي ، وكوني هادئة ومطيعة .

أصبحت أبكي بصمت كاتمة شهقاتي ، جرني بعدها إلى المنزل كما تجر الخرفان إلى الحظيرة . وأضحيت  كالخادمة له .. أطبخ ، أغسل ، وأقوم بكل ما هو متعب حتى يحصل على قربانه باكرا .

أما هو فقد أخذ استراحة من عمله بحجة ولادتي القريبة وصحتي المتدهورة ، ناسجا بذلك سيناريو وفاتي بحبكة لا تخطر على بال أحد .. “ساءت حالتها الصحية كثيرا رغم إشرافي عليها وتفرغي التام لها ، لتأتي الولادة منهية حياتها البائسة “.. فالطبيب منبع الرحمة والإنسانية .. من قد يظن عكس ذلك ؟! .


17 سبتمبر 1995 م

هل الحياة تستحق كل هذه المعاناة ؟. سئمت العيش وأنا على هاته الحال ، يجب أن أجد حلا  وحالا . وإلا .. يا إلهي لا يمكنني تصور ذلك ، سأفقد فلذة كبدي ! ، يجب أن أتصرف قبل فوات الأوان .. سأقتله وأتخلص منه الليلة .

**

وراء مكتبه في قسم الشرطة أنهى المحقق باتريك القراءة ، ثم لوح بدفتر صغير كان في يده قائلا لمساعده جوش الذي كان بجلس قبالته :

إقرأ أيضا : تلك الأيام

_ وهذه آخر صفحة من مذكرات ماري المسكينة .

_ عانت المسكينة كثيرا ! ، لا أستطيع نسيان مظهرها ملقاة بغرفتها وبطنها مفتوحة .. والمؤلم أكثر هو يد جنينها المبتورة التي وضعها ذاك الوحش براحة يدها .

_ يبدو أنه أجرى لها عملية قيصرية دون تخدير ، لكن ذلك لم يكن سبب وفاتها ، بل تلك المادة التي كانت بدمها ، غريب .. لقد وصلتنا تقارير لسلسة جرائمه السابقة بأن النساء وجدن مطعونات ..

_ ماذا نفعل يا سيدي ؟ .. لم نجد للمجرم أثرا .

_ لا يسعنا فعل شيء يا جوش .. أمرتنا الهيئة العليا بإرسال المعلومات التي نصل إليها وهي من تتكفل بالباقي .

وأردف قائلا  :

_ يبدو أنهم يتتبعونه منذ مدة قائلين أنه يترصد أجمل فتاة بالمنطقة لتكون فريسته الموالية .. ومن سوء حظ ماري أنها كانت جميلة حي مونمارتر الباريسي وقد خدعها ببضع كلمات رومانسية على طاولات كافيتيريا مارلات . لا أريد أن أكون بمكان والدتها حاليا .. فهي من دفعتها دفعا نحو ذلك المصير ..

وضع المذكرات من يده ثم تساءل مدمدما بين أسنانه :

_ يا ترى أين سيحط رحاله المرة القادمة ؟! .


حاملا معه تلك الحقيبة . وقف أمامه .. لكن على العكس من قساوته وجموده وثقته المفرطة في السابق ، كانت تبدو على ملامحه علامات القلق والوجل والارتياب  ..

_ أتخالني أحمقا ؟! ..

هتف بها صوت مرعب لتتبعه ضحكة مدوية من ذاك المخلوق المروع الذي لا يمكن وصفه . كل المفردات التي تصف البشاعة تعد أجمل من هيأته تلك . اهتز  ذاك الكهف الغارق بالظلام الدامس على إثرها حتى تساقط الغبار من سقفه .

جون برعب يخالجه البكاء  :

_ يا سيدي هي من فعلت ذلك ، أثناء عودتي للمنزل باغتتني بطعنة سكين حادة .. لحسن حظي أصابتني بكتفي ، دفعتها بعنف حتى فقدت وعيها وجررتها من شعرها حتى غرفة الطقوس لأنهي الأمر ، وأثناء انشغالي بتحضير المواد اللازمة استيقظت و …

واصل بصوت متحشرج :

حقنت نفسها بمحلول ما .. تبين أنه كلوريد البوتاسيوم الذي كان بمكتبي الذي تسبب بتوقف قلبها وقلب الجنين بنفس اللحظة .. سارعت وفتحت بطنها لكن كنت متأخرا ، كان قد فارق الحياة فعلا ! ، أتممت الطقوس  وجئت به إليك ككل مرة .

كان آخر ما سُمع هو صوت صرخته التي تعالت بين الجبال التي تناقلت صداها ، وآخر ما شوهد هو ذاك الدخان الأسود المتصاعد من مدخل الكهف .

أزيز الصمت

الجزائر
guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى